قال رئيس مركز دراسات التنمية والوقاية من التطرف، أحمد يعقوب، في تصريح لقناة TTV، إن قرار الرئيس التشادي محمد ديبي فتح باب الترشح الدائم “لم يعد يثير اهتماماً لدى الشعب التشادي”، لأن “الكثير منهم يعيشون تحت خط الفقر”، مشيراً إلى أن “المواطنين أدركوا أن مدة بقاء الرئيس في السلطة لا تعني شيئاً ما لم ترافقها إصلاحات حقيقية في مجالات التنمية والعدالة والظروف المعيشية”.
وأوضح يعقوب أن التجارب السابقة في القارة الإفريقية أظهرت أن تعديلات الدساتير غالباً ما تكون نتائجها وخيمة، قائلاً:
“عايشنا مثل هذه التعديلات في إفريقيا وشاهدنا ما حصل للراحل إدريس ديبي الذي مكث في السلطة 31 عاماً، فالمواطن لم يعد يهتم بتعديل الدستور ولا حتى بالتشدق بالديمقراطية الغربية، أمامنا اليوم نموذج الدول الخليجية التي لا توجد فيها انتخابات، لكنها تحقق تنمية ويعيش شعبها في رخاء”.
وأضاف أن وصول الرئيس الشاب محمد ديبي بعد وفاة والده لم يحقق التغيير المنشود، مؤكداً أن المواطن البسيط في تشاد لا يبحث عن الديمقراطية الغربية الباهتة، بل “يتمنى العدالة والتنمية”، مشدداً على أن “البقاء في السلطة ليس مهماً ما دام يصاحبه مردود إيجابي”.
وقال يعقوب إن تشاد من أغنى الدول الإفريقية بالموارد الطبيعية، لكنها من أكثرها فساداً، موضحاً أن “عائداتها بلغت مليارات الدولارات، ومع ذلك يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر، ويكتفي كثيرون بوجبة واحدة في اليوم”، مؤكداً أن “الأولوية يجب أن تكون لتحسين المعيشة ومحاربة الفساد”.
وأشار إلى أن قوى خارجية تستفيد من عدم استقرار البلاد لنهب ثرواتها، مضيفاً:
“فرنسا مثال واضح؛ فالنيجر كانت تضيء الشانزليزيه، وحين طُردت فرنسا من بعض الدول الإفريقية، ظهرت مصالحها الحقيقية”.
وختم رئيس المركز تصريحه بالتحذير من عواقب التشبث بالسلطة قائلاً:
“بعض الرؤساء يعيشون عقدة نفسية تدفعهم للبقاء في الحكم مهما كان الثمن. ففي تشاد، قُتل رئيس حزب سلمي، واعتُقل رئيس الوزراء السابق ولا يزال في السجن دون أسباب مقنعة. والتاريخ يثبت أن نهاية من يتشبث بالسلطة تكون وخيمة، وقد شاهدنا نهاية العقيد القذافي”.
© ٢٠٢٠ حقوق النشر محفوظة لمؤسسة تقدمي الاعلامية