تشاد: انقلاب عسكري في حالة انحدار مطلق – بين القمع، والاختلاس، والصمت المتواطئ

Jeudi 18 Septembre 2025

منذ عام 2021، تعيش تشاد تحت قبضة انقلاب عسكري فاسد يجمع بين انتهاكات حقوق الإنسان، والاختلاس الهائل، والتخريب المؤسسي.


  منذ استيلائه على السلطة، جمع قائد الانقلاب العسكري كل عناصر الانحدار الاستبدادي والديكتاتوري. تشمل الانتهاكات السياسية والقمع: اغتيال يحيى ديليو، واعتقال الدكتور سكسيس ماسرا، وتعديل الدستور للبقاء في الحكم، وسحب الجنسية من مكايلا نغويبيلا وشارفادين غالمي، وخلق صراعات وتوترات مثل تلك التي حدثت في مسكي... وكل ذلك لتشتيت انتباه الشعب.
أما في مجال الفساد، فإن قائد الانقلاب مسؤول عن اختلاس اقتصادي واسع النطاق. وفقًا لمصدر قريب من عمليات النفط التشادية في كوميه-كريبي، يحصل قائد الانقلاب على ناقلة نفط شهريًا بقيمة تقديرية تبلغ 102 مليار فرنك إفريقي، أي ما يعادل 1224 مليار فرنك إفريقي سنويًا. يتم تحويل الأموال مباشرة إلى حساب بنكي في باريس قبل أن يُسمح للسفينة بمغادرة الميناء. خلال ثلاث سنوات، يُقال إن الرئيس كاكا جمع 3672 مليار فرنك إفريقي من اختلاس أموال النفط. ووفقًا لدراسة تطورية ستُنشر نهاية سبتمبر، فإن الانقلاب مسؤول عن اختلاس أكثر من 26085 مليار فرنك إفريقي خلال الفترة من 2023 إلى 2025، بمعدل 8695 مليار فرنك إفريقي سنويًا.
ومع ذلك، لم يتم تنفيذ أي مشروع تنموي جاد منذ وصول الانقلاب إلى السلطة. لا تزال العاصمة تعاني من قنوات صرف صحي متهالكة، وضعف الوصول إلى الكهرباء، وشبكة طرق متدهورة. والأسوأ من ذلك، أن الميزانيات المخصصة رسميًا للوزارات والمؤسسات الحكومية تُستخدم بشكل غير رسمي من قبل قائد الانقلاب لتمويل رحلاته المتكررة إلى الخارج.
لقد حان الوقت للمجتمع الدولي، والمؤسسات الإفريقية، والمواطنين التشاديين للمطالبة بالمحاسبة. لم يعد الصمت خيارًا في مواجهة انقلاب فاسد يصادر مستقبل شعب بأكمله.