رؤيا مستقبلية” للنظام العالمي بعد العرض العسكري الصيني

Samedi 6 Septembre 2025

بالنسبة للعرب، أمامنا فرص أكبر للمناورة وتوسيع الهوامش الدبلوماسية، لكن أيضًا كلفة الأخطاء سترتفع بشكل غير
مسبوق.


 – تحليل لواء دكتور/ سمير عبد الغني🌐
في 3 سبتمبر 2025، الصين وجهت رسالة قوية للعالم بعرض عسكري ضخم أظهر للمرة الأولى:
 
 • منظومة الردع النووي الثلاثي (برّي/بحري/جوي).
 • صواريخ فرط صوتية بقدرات تفوق أنظمة الدفاع الحالية.
 • مسيرات بحرية تحت وفوق سطح البحر.
 • أنظمة ليزر متطورة.
 
💡 الرسالة كانت واضحة: الصين لم تعد مجرد قوة صاعدة، بل قوة عظمى مكتملة الأركان قادرة على فرض قواعد جديدة في النظام الدولي.
 
📸 المشهد ازداد رمزية بوجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري كيم جونغ أون بجوار شي جين بينغ، ليعكس توافقًا استراتيجيًا وإن كان مصلحيًا أكثر من كونه تحالفًا رسميًا.
 
النظام العالمي خلال 3–5 سنوات قادمة
العالم لن يبقى تحت الهيمنة الأمريكية وحدها، بل يتجه إلى تعددية قطبية:
 
 • قطبان رئيسيان (واشنطن وبكين).
 • قوى مساندة ومرنة (روسيا، الاتحاد الأوروبي، الهند).
 
مجالات التنافس الساخن ستكون: التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة النظيفة، الممرات البحرية (من بحر الصين إلى قناة السويس)، الفضاء، والسايبر.
 
🚨 الأثر على العرب
1- أمن الطاقة والممرات: أي توتر في شرق آسيا يرفع أسعار النفط ويؤثر مباشرة على الخليج وقناة السويس.
2- الموازنة الدبلوماسية: المنافسة الأمريكيةالصينية تمنح العواصم العربية فرص مناورة أوسع، لكنها تجعل الحياد مكلفًا.
3- التهديدات التقنية: دخول الذكاء الاصطناعي والمسيرات في الاستهداف العسكري يزيد من المخاطر.
4- سباق التسلح: الحاجة تتزايد لتطوير دفاعات جوية وصاروخية متكاملة واعتراض الصواريخ الفرط صوتية.
 
📊 السيناريوهات المحتملة (12–24 شهرًا):
 
 • ضغط متبادل دون صدام مباشر (الأرجح).
 • أزمة مضيق أو جزر بسبب حادث بحري/جوي تنعكس فورًا على أسعار الطاقة والتأمين.
 • تهدئة نسبية عبر ترتيبات أمنية (أقل ترجيحًا في المدى القريب).
 
الخلاصة:
العرض الصيني لم يكن مجرد استعراض عسكري، بل بيان استراتيجي يعلن بوضوح انتقال مركز القوة إلى الشرق وتسارع تشكّل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
بالنسبة للعرب، أمامنا فرص أكبر للمناورة وتوسيع الهوامش الدبلوماسية، لكن أيضًا كلفة الأخطاء سترتفع بشكل غير مسبوق.
 
المفتاح سيكون في: ردع ذكي، سيادة بحرية، مرونة لوجستية، وتوازن تقني
#اللواء_سمير_عبدالغني